قال مسروق: لقيت عمر بن الخطاب، فقال لي: من أنت؟ قلت: مسروق بن الأجدع. فقال عمر: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " الأجدع: الشيطان " ولكنك مسروق بن عبد الرحمن.
قال عامر: فرأيته في الديوان مكتوباً: مسروق بن عبد الرحمن. فقلت: ما هذا؟ فقال: هكذا سماني عمر.
عن عامر الشعبي، قال: ما علمت أن أحداً كان أطلب للعلم في أفق من الآفاق من مسروق.
عن أبي الأحوس، قال: سمعت ابن مسعود يقول لمسروق: يا مسروق، أصبح يوم صومك دهيناً كحيلاً، وإياك وعبوس الصائمين، وأجب دعوة من دعاك من أهل ملتك ما لم يظهر لك منه معزاف أو مزمار، وصل على من مات منهم، ولا تقطع عليه الشهادة، واعلم أنك لو تلقى الله بأمثال الجبال ذنوباً خير لك من أن تلقاه - كلمة ذكرها - وأن تقطع عليه الشهادة؛ يامسروق، وصل عليه وإن رأيته مصلوباً أو مرجوماً، فإن سئلت فأحل علي، وإن سئلت أحلت على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
عن مرة، قال: ما ولدت همدانية مثل مسروق.
قال الشعبي: أحدثك عن القوم كأنك شهدتهم، كان شريح أعلمهم بالقضاء، وكان عبيدة يوازي شريحاً في علم القضاء، وأما علقمة فانتهى إليه علم عبد الله بن مسعود لم يجاوزه، وأما مسروق فأخذ عن كل، وكان الربيع بن خثيم أعلمهم علماً وأورعهم ورعاً.