عن عوانة، قال: كان بين مسلمة بن عبد الملك وبين العباس بن الوليد بن عبد الملك مباعدة، فبلغ مسلمة أن العباس ينتقصه، فكتب إليه بهذه الأبيات:" من الوافر "
فلولا أن أصلك حيث تنمى ... وفرعك منتهى فرعي وأصلي
وإني إن رميتك هيض عظمي ... ونالتني إذا نالتك نبلي
إذا أنكرتني إنكار خوف ... تضم حشاك عن شتمي وعذلي
فكم من سورة أبطأت عنها ... بنى لك مجدها طلبي وجملي
ومبهمة عييت بها فأبد ... حويلي عن مخارجها وفضلي
كقول المرء عمرو في القوافي ... لقيس حين خالفه بفعل
عذيرك من خليل من مراد ... أريد حباءه ويريد قتلي
عن موسى بن زهير بن مضرس بن منظور بن زيان بن سيار، عن أبيه، قال: كنت في عسكر هشام بن عبد الملك لما مات مسلمة بن عبد الملك، فرأيت هشاما في شرطته، ونظرت إلى الوليد بن يزيد قد أقبل يجر مطرف خز عليه حتى وقف على هشام، والوليد نشوان، فقال: يا أمير المؤمنين، إن عقبى من بقي لحوق من مضى، وقد أقفر بعد مسلمة الصيد والمرمى، واختل الثغر فوهى، وعلى أثر من سلف يمضي من خلف " وتزودوا فإن خير الزاد التقوى ". فلم يحر هشام جواباً، وسكت الناس فلم يترهسم أحد بشيء، فأنشأ الوليد يقول:" من الوافر "
أهيمنة حديث القوم أم هم ... نيام بعد ما متع النهار