قال الأصمعي: مدح مطيع بن إياس معن بن زائدة، فوقع معن في ظهر رقعته: إن شئت أثبتناك، وإن شئت مدحناك. فكره اختيار المدح وهو محتاج إلى النوال، فكتب إليه:" من الوافر "
ثناء من أمير خير كسب ... لصاحب مكسب وأخي ثراء
ولكن الزمان برى عظامي ... ولا مثل الدراهم من دواء
زاد في رواية: فأمر له بألف دينار.
قال أحمد بن أبي نعيم: قدم جدي أبو نعيم الفضل بن دكين بغداد، ونحن معه، فنزل الرملية، ونصب له كرسي عظيم، فجلس عليه ليحدث، فقام إليه رجل - ظننته من أهل خراسان - فقال: يا أبا نعيم، أتتشيع؟ قال: فكره الشيخ مقالته، فصرف وجهه، وتمثل بقول مطيع بن إياس:" من الطويل "
وما زال بي حبيك حتى كأنني ... برجع جواب السائلي عنك أعجم
لأسلم من قول الوشاة وتسلمي ... سلمت وهل حبي على الناس يسلم
فلم يفقه الرجل مراده فعاد سائلاً، فقال: يا أبا نعيم أتتشيع؟ فقال الشيخ: يا هذا، كيف بليت بك؟ وأي ريح هبت بك؟ إني سمعت الحسن بن صالح قول: سمعت جعفر بن محمد يقول: حب علي عبادة، وأفضل العبادة ما كتم.
وقال مطيع:" من الخفيف "
حبذا عيشنا الذي زال عنا ... حبذا ذاك حين لا حبذا ذا
أين هذا من ذاك سقياً لهذا ... ك ولسنا نقول سقياً لهذا
زاد هذا الزمان شراً وعسراً ... عندنا إذ أحلنا بغداذا