يتباذلون في، وحقت محبتي للذين يتزاورون في ". قال: قلت: من أنت يرحمك الله؟ قال: أنا عبادة بن الصامت. قال: قلت: من الرجل؟ قال: معاذ بن جبل.
عن ابن كعب بن مالك، قال: كان معاذ بن جبل شاباً جميلاً سمحاً من خيار شباب قومه، لا يسأل شيئاً إلا أعطاه حتى دان عليه دين أغلق ماله، فكلم رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في أن يكلم له غرماءه، ففعل، فلم يضعوا له شيئاً، فلو ترك لأحد بكلام أحد لترك لمعاذ بكلام رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قال: فدعاني النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فلم يبرح أن باع ماله وقسمه بين غرمائه. قال: فقام معاذ ولا مال له. قال: فلما حج رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعث معاذاً إلى اليمن ليجبره. قال: فكان أول من تجر في هذا المال معاذ.
قال: فقدم على أبي بكر من اليمن وقد توفي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فجاءه عمر وقال: هل لك أن تعطيني، تدفع هذا المال إلى أبي بكر، فإن أعطاكه فأقبله. قال: فقال معاذ: لم أدفعه إليه؛ وإنما بعثني رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليجبرني؟ فلما أبى عليه انطلق عمر إلى أبي بكر فقال: أرسل إلى هذا الرجل فخذ منه ودع له. فقال أبو بكر: ما كنت لأفعل، إنما بعثه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليجبره، فلست آخذ من شيئاً.
قال: فلما أصبح معاذ انطلق إلى عمر فقال: ما أراني إلا فاعل الذي قلت، إني رأيت البارحة في النوم أجر إلى النار وأنت آخذ بحجزتي. قال: فانطلق إلى أبي بكر بكل شيء جاء به، حتى بسوطه، وحلف له أنه لم يكتمه شيئاً. قال: فقال أبو بكر: هو لك، لا آخذ منه شيئاً.
عن سعيد بن المسيب: أن عمر بن الخطاب بعث معاذاً ساعياً على بني كلاب أو بني سعد بن ظبيان، فقسم فيهم حتى لم يدع شيئاً، حتى جاء بحلسه الذي خرج به على رقبته، فقالت له امرأته: أين ما جئت به مما يأتي به العمال من عراضة أهليهم؟ فقال: كان معي ضاغط: كان معي ضاغط. فقالت: قد كنت أميناً عند رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأبي بكر، فبعث معك عمر ضاغطاً؟ فقامت بذلك في