أحب إلي من خراج العراق! أبت بنو هاشم إلا كرماً. فقال ابن الزبير الأسدي: من الوافر
تواكل حاجة الدهقان قوم ... هم الشفعاء من أهل العراق
الأحنف وابن مسمع والمنادى ... به حين النفوس لدى التراقي
وكان المنذر المأمول منهم ... وليس الدلو إلا بالعراق
وقد أعطي عليها ألف ألف ... بنجح قضائها قبل الفراق
فقالوا لا نطيق لها قضاء ... وليس لها سوى الضخم السياق
فدونكها ابن جعفر فارتصدها ... وقد بقى من الحاجات باق
فقد أدركت ما أملت منه ... فراح بنجحها رخو الخناق
وجاء المرزبان بألف ألف ... فما زلت بصاحبنا المراقي
فقال خدبها إنا أناس ... نرى الأموال كالماء المراق
ولسنا نتبع المعروف منا ... ولا نبغي به ثمن المذاق
كان لعبد الله بن جعفر من معاوية في كل سنة ألف ألف، فاجتمع عليه خمس مئة ألف دينار، فألح عليه غرماؤه فيها فاستأجلهم إلى أن يرحل إلى معاوية فأجلوه، فرحل إليه فمر بالمدينة على ابن الزبير فقال له: إلى أين؟ قال: أردت أمير المؤمنين يصل قرابتي ويقضي ديني. قال: لتجدنه متعبساً. فقال: بالله الثقة وعليه التوكل. فقال له ابن الزبير: هل لك في صاحب صدق؟ فقال: بالرحب والسعة. فرحلا جميعاً، فاستشرف أهل الشام عبد الله بن جعفر فقالوا: قدم ابن جعفر في غير وقته. فلما وصل استأذن على معاوية فأذن له، وأجلسه عن يمينه، ثم أذن لابن الزبير فأجلسه عن يمين ابن جعفر فساءله فأنعم السؤال ثم قال: ما أقدمك يا بن جعفر؟ قال: يا أمير المؤمنين