قيس يصلي بالناس، فقيل له: اعهد. فقال: لا يسألني الله عن ذلك، ولكن إذا مت فليصل للناس الوليد بن عتبة، والضحاك بن قيس حتى يقوم بالخلافة قائم. ومات وهو ابن إحدى وعشرين سنة، أو عشرين سنة؛ وقيل: ابن ثمان عشرة سنة. وكان قد بايع له الناس إلا ما كان من ابن الزبير وأهل مكة.
ولما دفن قام على قبره مروان فقال: أتدرون من دفنتم؟ قالوا: معاوية بن يزيد. فقال: هذا أبو ليلى. فقال أزنم الفزاري: من البسيط
إني أرى فتنة تغلي مراجلها ... والملك بعد أبي ليلى لمن غلبا
وكان كما قال مروان، فوثب مروان بأهل الشام على الأمة، واستعلى ابن الزبير، وخرج القراء والخوارج بالبصرة، عليهم نافع بن الأزرق، وخرج نجدة بن عامر الحنفي باليمامة، وخرج بنو ماحوز إلى الأهواز وفارس، وكان نقش خاتم معاوية بن يزيد: بالله يثق معاوية.
وعن ابن معتب قال: نجد في كتاب أن خلافة معاوية بن يزيد بن معاوية أربعين ليلة، سلام عليك إنك لمن الصالحين: قال ابن لهيعة: وسألته أمه بثدييها أن يستخلف أخاه