قال يحيى بن يعمر: كان رجل من جهينة فيه زهو، وكان يترقب على جيرانه، ثم إنه قرأ القرآن، وفرض الفرائض، وقص عل الناس، ثم إنه صار من أمره أنه زعم أن العمل أنف؛ من شاء عمل خيراً، ومن شاء عمل شراً.
قال ابن عون: أمران أدركتهما وليس بهذا المصر منهما شيء، وأنا بين أظهركم كما ترون: الكلام في القدر، إن أول من تكلم فيه رجل من الأساورة يقال له سستوه كان لحيقا. قال: ما سمعته قال لأحد لحيقا غيره. قال: فإذا ليس له تبع عليه إلا الملاحين. ثم تكلم فيه بعده - يعني رجلاً قد كانت له مجالسة، يقال له معبد الجهني، فإذا له عليه تبع. قال: وهؤلاء الذين يدعون المعتزلة. وسستويه بالتاء.
قال أبو عون: أدركت الناس وما يتكلمون إلا في علي وعثمان، حتى نشأ ها هنا حقير يقال له سستويه البقال. وكان أول من تكلم في القدر، فقال حماد: فما ظنكم برجل يقول له ابن عون هنا حقير؟! قال يونس بن عبيد: أدركت البصرة وما بها قدري إلا سستويه ومعبد الجهني، وآخر ملعون في بني عوانة.
قال الأوزاعي: أول من نطق في القدر رجل من أهل العراق يقال له سوسن، كان نصرانياً فأسلم، ثم تنصر، فأخذ عنه معبد الجهني، وأخذ غيلان عن معبد.