المعلى، وكان حاجب المأمون على العامة: من هذا؟ فقال: ألا تعرفه؟ فقلت: لو عرفته ما سألتك عنه. قال: هذا أبو العتاهية. فأقبل عليه المأمون فقال: أنشدني أحسن شعرك في ذكر الموت. فأنشده: من مجزوء الكامل
أنساك محياك المماتا ... فطلبت في الأرض الثباتا
أوثقت بالدنيا وأن ... ت ترى جماعتها شتاتا
وعزمت منك على الحيا ... ة وطولها عزماً بتاتا
دار تواصل أهلها ... ستعود نأياً وانبتاتا
إن الله يميت من ... أحيا ويحيى من أماتا
يا من رأى أبويه في ... من قد رأى كانا فماتا
هل فيهما لك عبرة ... أم خلت أن لك انفلاتا
ومن الذي طلب التفل ... لت من منيته ففاتا
كل تصبحه المني ... ية أو تبيته بياتا
فلما نهض تبعته إلى آخر الصحن أو في الدهليز وكتبها عنه.
قال معلى بن أيوب: دخل صديق لعبد الله بن طاهر عليه كان يعرفه قديماً، فأجلست معه على السرير وأنشد:
أميل مع الذمام على ابن عمي ... وأحمل للصديق على الشقيق
فإن ألفيتني ملكاً عظيماً ... فإنك واجدي عبد الصديق