عقدت القوافي وحشا فيها الكلام. فضحك معاوية وقال: فلثوالي أيكما شاءت. قال معن: فذكرت ذلك لابن أبي عتيق فقال: والله لولا شغل معاوية بالخلافة لكنتما معه في الطين، فأيكما والت؟ قلت: إياي، أسلمها لي أبو بكر ورجع إلى حظه من قراءته وصلاته. قال ابن أبي عتيق: رجعت الإبل إلى مباركها. وكان عبد الله بن الزبير راضع بعض ولد معن بلبان قديم. فكان معن أباه من الرضاعة.
سافر معن بن أوس إلى الشام، وخلف ابنته ليلى في جوار عمر بن أبي سلمة، وأم سلمة أم المؤمنين، وفي جوار عاصم بن عمر بن الخطاب، فقال له بعض عشيرته: على من خلفت ابنتك ليلى بالحجاز وهي صبية ليس لها من يكفلها؟ فقال معن: من الطويل
لعمرك ما ليلى بدار مضيعة ... وما شيخها إذ غاب عنها بخائف
وإن لها جارين لن يغدرا بها ... ربيب النبي وابن خير الخلائف
وقد قيل: إنه قال هذين البيتين في نخله بأحوس من الأكحل وهي:
لعمرك ما نخلي بحال مضيعة ... ولا ربها إن غاب عنها بخائف
والبيت الثاني.
وقال مصعب بن عبد الله: أراد معن بقوله: وابن خير الخلائف عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق، كانت صدقة عاصم بالأكحل له قبل عاصم، فلما قدم مصعب بن الزبير من العراق يريد ابن الزبير بمكة قال عبد الله بن جعفر بن أبي طالب لعاصم بن عمر: اذهب بنا إلى مصعب حتى نستجديه من مال العراق. فجاءه فأعطى عبد الله بن جعفر أربعين ألف دينار، وأعطى عاصم بن