وإن أنتصر منه أكن مثل رائش ... سهام عدو يستهاض بها العظم
صبرت على ما كان بيني وبينه ... وما يستوي حرب الأقارب والسلم
ويشتم عرضي بالمغيب جاهداً ... وليس له عندي هوان ولا شتم
إذا سمته وصل القرابة سامني ... قطيعتها تلك السفاهة والإثم
وإن أدعه للنصف يأب ويعصني ... ويدع لحكم جائر غيره الحكم
وقد كنت أكوي الكاشحين وأشتفي ... وأقطع قطعاً ليس ينفعه الحسم
وقد كنت أجزي النكر بالنكر مثله ... وأحلم أحياناً ولو عظم الجرم
ولولا اتقاء الله والرحم التي ... رعايتها حق وتعطيلها ظلم
إذاً لعلاه بارقي وحطمته ... بوسم سنان لا يشاكله وسم
ويسعى إذا أبني ليهدم صالحي ... وليس الذي يبني كمن شأنه الهدم
يود لو أني معدم ذو خصاصة ... وأكره جهدي أن يخالطه العدم
ويعتد غنماً في الحوادث نكبتي ... وما إن له فيها شفاء ولا غنم
أكون له إن ينكب الدهر مدرهاً ... أكالب عنه الخصم إذ عضه الخصم
وألجم عنه كل أبلخ ظالم ... ألد شديد الخصم غايته الغشم
فما زلت في لين له وتعطف ... عليه كما تحنو على الولد الأم
وقولي إذ أخشى عليه مصيبة ... ألا اسلم فذاك الخال والرفد والعم
وصبري على أشياء منه تريبني ... وكظم على غيظي وقد ينفع الكظم
لأستل منه الضغن حتى استللته ... وقد كان ذا حقد يضيق به الخرم