للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جلس مقاتل بن سليمان في مسجد بيروت فقال: لا تسألوني عن شئ مما دون العرش إلا أنبأتكم به.

وكان مقاتل حافظاً للتفسير، وكان لا يضبط الإسناد، وأصله من بلخ، ولم يكن في الحديث بذاك.

كان أبو جعفر المنصور جالساً، فألح عليه ذباب يقع على وجهه، وألح في الوقوع مراراً حتى أضجره فقال: انظروا من بالباب. فقيل: مقاتل بن سليمان. فقال: علي به. فلما دخل قال له: هل تعلم لماذا خلق الله الذباب؟ قال نعم، ليذل الله به الجبارين. فسكت المنصور.

قال أبو نصير: صحبت مقاتل بن سليمان ثلاث عشرة سنة فما رأيته لبس قميصاً قط إلا لبس تحته صوفاً.

قال عبد المجيد من أهل مرو: سألت مقاتل بن حيان قلت: يا أبا بسطام، أنت أعلم أو مقاتل بن سليمان؟ قال: ما وجدت علم مقاتل بن سليمان في علم الناس إلا كالبحر الأخضر في سائر البحور.

ذهب رجل بجزء من أجزاء تفسير مقاتل إلى عبد الله، فأخذه عبد الله منه وقال: دعه. فلما ذهب يسترده. قال: يا أبا عبد الرحمن، كيف رأيت؟ قال: يا له من علم؟ لو كان له إسناد.

<<  <  ج: ص:  >  >>