وعن مكحول قال: كنا أجنة في بطن أمهتنا فهلك من هلك ونجونا فيمن نجا، ثم كنا أطفالاً هلك من هلك ونجونا فيمن نجا، ثم كنا يفعة فهلك من هلك ونجونا فيمن نجا، ثم كنا شباباً فهلك من هلك ونجونا فيمن نجا، ثم جاء الشمط - لا أبالك - فماذا ننتظر.
وفي آخر بمعناه: فلن نزل ننتقل من حالة إلى حالة حتى صرنا شيوخاً - لا أبالك - فما ننتظر، أترى هل بقيت لك حالة تنتقل إليها إلا الموت؟ وقال مكحول: الجنين في بطن أمه لا يطلب ولا يحزن، فيأتيه الله برزقه من قبل سرته، وغذاؤه في بطن أمه من دم حيضها، فمن ثم لا تحيض الحامل، فإذا سقط إلى الأرض استهل قائماً استهلالة إنكار، لمانه وقطع سرته، وحول رزقه إلى ثدي أمه من فيه، ثم حوله بعد ذلك إلى العسي له، ويتناوله بكفه، حتى إذا اتسهل وعقل خاف لرزقه؛ يا بن آدم! أنت في بطن أمك وحجرها يرزقك الله، حتى إذا عقلت ونشئت قلت رزقي؟! فما بعد العقل والسر إلا الموت أو التقل؟ ثم قرأ:" الله يعلم ما تحمل كل أنثى وما تغيض الأرحام وما تزداد وكل شيء عنده بمقدار ".
كتب الحسن إلى مكحول - وكان نعي له - فكان في كتابه: واعلم رحمنا الله وإياك أبا عبد الله، أنك اليوم أقرب إلى الموت يوم، عيت، ولم يزل الليل والنهار