للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأحسن، وما امتدح رجلاً قط إلا تركه مذكوراً، هذا عامر بن الطفيل وعلقمة بن علاثة وهما من بيت واحد، هجا علقمة فأخمله وكان شريفاً مذكوراً، ومدح عامر بن الطفيل فرفعه.

قيل لمحمد بن مروان: من أشعر الناس؟ فقال: امرؤ القيس إذا ركب، والنابغة إذا رهب، وزهير إذا عجب، والأعشى إذا طرب.

دخل الشعبي على الأخطل فوجده ثملاً وحوله لخالخ ورياحين، فقال: يا شعبي، فعل الأخطل، وذكر أمهات الشعراء. فقال الشعبي: بماذا يا أبا مالك؟ قال: بقوله: " من الكامل "

وإذا تعاورت الأكف زجاجها ... نفحت فنال رياحها المزكوم

فقال الشعبي: أشعر منك الذي قال: " من الوافر "

من اللائي حملن على الروايا ... كريح المسك تستل الزكاما

فقال له الأخطل: من يقول هذا؟ قال: الأعشى، قال: قدوس قدوس، فعل الأعشى، وذكر أمهات الشعراء.

قال الخطابي: تأمل أين منزلة أحدهما من الآخر؟! لم يزد الأخطل حين احتشد على أن جعل رائحتها لذكائها تنفذ حتى تخلص إلى الرأس فينالها المزكوم، وجعلها الأعشى لحدتها وفرط ذكائها مستلة للزكام طاردة له.

كان سفيان يتمثل بأبيات الأعشى: " من الطويل "

<<  <  ج: ص:  >  >>