للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المذبوحة، فأقام طويلاً، ثم أفاق، فجاءت الجارية فقالت: قد أتعبتم الشيخ، قوموا فتفرقوا. فأخذت بيد أبي فخرجت به، ثم قلت: له: يا أبتاه، هذا الحسن قد كنت أحسب أنه أكبر من هذا، فوكز في صدري وكزة ثم قال: يا بني، لقد قرأ علينا آية لو تفهمتها بقلبك لألفى لها فيه كلوماً.

قال ميمون: الظالم والمعين على الظلم والمجب له سواء.

قال ميمون: التقي أشد محاسبة لنفسه من سلطان عاص ومن شريك شحيح.

وقال: لا يكون الرجل تقيأ حتى يكون لنفسه أشد محاسبة من الشريك لشريكه وقال لا يكون الرجل من المتقين حتى يحاسب نفسه أشد من محاسبة شريكه، وحتى يعلم من أين مطعمه، ومن أين ملبسه، ومن أين مشربه أمن حلال ذلك أم من حرام.

قال أبان بن أبي راشد القشيري: كنت إذا أردت الصائفة أتيت ميمون بن مهران أودعه، فما يزيدني على كلمتين: اتق الله، ولا يغيرك غضب ولا طمع.

وعن ميمون قال: يا أصحاب القرآن، لا تتخذوا القرآن بضاعة تلتمسون به الشف يعني الربح في الدنيا، والتسموا الدنيا بالدنيا، والتمسوا الآخرة بالآخرة.

وقال ميمون: لا يزال أحدكم حديث عهد بعمل صالح، فإنه أهون عليه حين ينزل به الموت أن يتذكر عملاً صالحاً قد قدمه.

وكان يقول: يا معشر الشباب قوتكم اجعلوها في شبابكم ونشاطكم في طاعة الله، يا معشر الشيوخ، حتى متى؟.

وعن ميمون قال: لا خير في الدنيا إلى لأحد رجلين: رجل تائب أو رجل يعمل في الدرجات.

وعنه قال: من أحب أن يعلم ما له عند الله فليعلم ما لله عنده، فإنه قادم على ما قدم لا محالة.

قال حبيب بن أبي مرزوق: رأيت على ميمون جبة صوف تحت ثيابه، فقلت له: ما هذا؟ قال: نعم فلا تخبر به أحداً.

<<  <  ج: ص:  >  >>