ترين " يعني: فإذا رأيت " من البشر أحداً فقولي إني نذرت للرحمن صوماً " يعني صمتاً في أمر عيسى " فلن أكلم اليوم إنسياً " في أمره حتى يكون هو الذي يعبر عني وعن نفسه. الحديث.
فطلبوها فلما رأت قومها قد أقبلوا إليها احتملت الولد إليهم حتى تلقتهم به، فذلك قوله: " فأتت به قومها تحمله " أي لا تخاف ريبة ولا تهمة، فلما نظروا إليها شق أبوها مدرعته، وجعل التراب على رأسه وإخوتها وآل وكريا، فقالوا: " يا مريم لقد جئت شيئاً فرياً " يعني عظيماً " يا أخت هارون ".
وقال ابن عباس: في قوله عز وجل: " فأتت به قومها تحمله " قال: بعدما تعالت من نفاسها، بعد أربعين يوماً.
وعن المغيرة بن شعبة قال: بعثني رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى أهل نجران، فقالوا: ألستم ترؤون: " يا أخت هارون " وقد علمتم ما كان بين موسى وعيسى من القرون؟ فلم أدر ما أجيبهم، فرجعت إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأخبرته فقال: ألا أخبرتهم أنهم كانوا يسمون بأنبيائهم والصالحين قبلهم.
وعن مجاهد: في قول الله عز وجل: " يا أخت هارون " قال: كان رجل صالح في بني إسرائيل حضر جنازته أربعون ألفاً ممن اسمه هارون سواه.