قال أبو بكر بن حفص بن سعد بن أبي وقاص: إنه سأل سالم بن عبد الله: من أين كان ابن عمر يشعر البدن؟ قال: من الشق الأيمن، قال: ثم سألت نافعاً فقال: من الشق الأيسر، فقلت لنافع: إن سالماً أخبرني أنه كان يشعر من الشق الأيمن فقال: وهل سالم؟ إنما رأى ابن عمر يوماً وأتي ببدنتين صعبتين، فلم يستطع أن يقوم بينهما، فأشعر هذه من الشق الأيمن، وهذه من الشق الأيسر.
قال: فرجعت إلى سالم، فأخبرته، فقال: صدق نافع، هو كما قال.
قال: وسلوه؛ فإنه أعلمنا بحديث ابن عمر.
وعن نافع قال: لقد سافرت مع ابن عمر بضعاً وثلاثين بين حجة وعمرة.
وعن نافع أنه قال: من يعذرني من زهريكم هذا، يعني ابن شهاب، يأتيني فأحدثه عن ابن عمر، ثم يذهب إلى سالم بن عبد الله، فيقول: هل سمعت هذا من ابن عمر؟ فيقول له: نعم، فيحدث عن سالم، والسياق من عندي.
قال محمد بن إسماعيل: أصح الأسانيد كلها: مالك عن نافع عن ابن عمر.
قال خصيف: سألت سعيد بن جبير عن الذي رواه نافع عن ابن عمر في قوله عز وجل: " فأتوا حرثكم أنى شئتم " فقال سعيد: كذب نافع، أو قال: أخطأ نافع، ثم قال لي خصيف: إن ابن عمر لم يكن يرى العزل، فأي عزل أشد مما قال نافع؟ ثم قال خصيف الأموي: إنه قال: " فإذا تطهرون فأتوهن من حيث أمركم الله " يقول: من حيث أمرت أن تعتزل في المحيض.