قال: وجهشت الشعراء إلى عمر، فرأوا منه زهادة في الشعر، فقالوا لنصيب: أنت مولاه فكلمه، فدخل عليه نصيب، فقال:" من البسيط "
الحمد لله أما بعد يا عمر ... فقد أتاك بنا الأحداث والقدر
وأنت رأس قريش وابن سيدها ... والرأس يعقل فيه السمع والبصر
فقال عمر: يا نصيب إياي وهذا الكلام، ولم أنا والشعر؟! فخرج نصيب فقال: لم أر لكم عنده خيراً.
قال نصيب: دخلت على عمر بن عبد العزيز، فقلت له: أنت أعلم بانقطاعي إلى أبيك، وميله كان إلي، فقال: إن ذاك لكذلك، قلت: فتأذن لي في الإنشاد؟ فقال: ما نحن على حال إنشاد، فلم أزل أسأله حتى أذن فأنشدته:" من الوافر "
أمير المؤمنين فدتك نفسي ... ومن فوق التراب لك الفداء
فقد عضتني الحاجات حتى ... تحنى الظهر واقتشر اللحاء
وقد أودى بي الإقتار لولا ... غنى نفسي وشيمتي الحياء
فإن أك حائلاً لوني فإني ... لعقل غير ذي سقط وعاء
فقال: يا مزاحم، كم بقي عندك من بقية غلتنا بالحجاز قال: خمسون درهماً، قال: أعطه إياها. قلت: يا أمير المؤمنين، علفت راحلتي بأكثر من هذا! فقال: أعطه ثياب الجمعة، فأعطاني ثوبين أراهما مصريين.
دخل نصيب على يزيد بن عبد الملك بن مروان، فقال له: حدثني ببعض ما مر عليك.