للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فولد نوح ساماً، وفي ولده بياض وأدمة، وحاماً وفي ولده سواد وبياض قليل، ويافث وفيهم الشقرة والحمرة، وكنعنا وهو الذي غرق، والعرب تسميه ياماً، وذلك قول العرب: إنما هام عمنا يام. وأم هؤلاء واحدة.

وبجبل نوذ نجر نوح السفينة، ومن ثم يبدأ الطوفان.

فركب نوح السفينة، معه بنوه هؤلاء، وكنائنه نساء بنيه هؤلاء، وثلاثة وسبعون من بني شيث، ممن آمن به، فكانوا ثمانين في السفينة، وحمل معه " من كل زوجين اثنين ".

وكان طول السفينة ثلاث مئة ذراع، بذراع جد أبي نوح، وعرضها خمسون ذراعاً، وطولها في السماء ثلاثون ذراعاً، وخرج منها من الماء ستة اذرع، وكانت مطبقة، وجعل لها ثلاثة أبواب، بعضها أسفل من بعض.

فأرسل الله المطر أربعين ليلة وأربعين يوماً، فأقبلت الوحش حين أصابها المطر، والدواب والطير كلها إلى نوح، وسخرت له، فحمل فيها كما أمره الله من كل زوجين اثنين، وحمل معه جسد آدم فجعله حاجزاً بين النساء والرجال، فركبوا فيها لعشر ليال مضين من رجب، وخرجوا منها يوم عاشوراء من المحرم، فلذلك صام من صام يوم عاشوراء.

وخرج الماء مثل ذلك نصفين، فذلك قوله عز وجل: " ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر " يقول: منصب، " وفجرنا الأرض عيوناً " يقول: شققنا الأرض " فالتقى الماء على أمر قد قدر " فصار الماء نصفين، نصف من السماء، ونصف من الأرض، وارتفع الماء على طول جبل في الأرض خمس عشرة ذراعاً.

<<  <  ج: ص:  >  >>