قال وائل: أتيت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فكان لي من وجهه ما لا أحب أن لي به من وجه رجل من بادية العرب، صليت خلفه، فكان يرفع يديه كلما كبر ووضع بين السجدتين، وسلم عن يمينه وعن شماله.
وفي رواية أخرى: لما وفد على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، خطب الناس، وقال: ارفقوا به، فإنه حديث عهد بالملك، فقال: إن أهلي غلبوني على الذي لي، فقال: أنا أعطيك وأعطيك ضعفه.
قال وائل: بلغنا ظهور رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأنا في ملكٍ عظيم وطاعة، فرفضته وأتيت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بمنة الله علي، فنهضت راغباً في الله وفي رسوله وفي دينه حتى قدمت على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المدينة، فلقيني رجال من أصحابه فبل أن ألقاه، فبشروني بما بشرهم به رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وفي رواية: فقالوا لي: قد بشرنا بك رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من قبل أن تقدم علينا بثلاثة أيام، قالوا: قال لنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هذا وائل بن حجر قد أتاكم من أرض بعيدة، من حضرموت طائعاً غير مكره، راغباً في الله وفي رسوله، بقية أبناء الملوك.
وقال في الحديث:
إنه طلع المنبر، وأصعدني معه، فقمت دونه، وقال في قوله، فقلت له: يا رسول الله قد من الله علي حين أتاني نبؤك بإتيانك رغبة في الله وفي دينك، قال: صدقت. ثم قال: اللهم بارك في وائل وفي ولده، وفي ولد ولده.
ثم نزل وأنزلني معه، فدفع إلي ثلاثة كتب، وأقطعني أرضاً، أمرني أن أنزلها، وذكر حديثه مع معاوية.