عبد الملك بن مروان مكانه رجلاً من قريش دميماً قصيراً، وكان طلحة جميلاً جسيماً أبيض، فقال أبو حزانة التميمي:" من الرجز "
قد علم الجند غداة استعبروا ... والقبر بين الطيبين يحفر
أن لن يروا مثلك حتى يحشروا ... هيهات هيهات الجناب الأخضر
والنائل الغمر الذي لا ينزر ... يا طلح يا ليتك عنا تخبر
أنا أتانا خزز مؤزر ... شبرين للشابر حين يشبر
أنكره سريرنا والمنبر ... وقصرنا والمسجد المطهر
وخلف يا طلح منك أعور
قال أبو حزانة ليزيد بن المهلب: كيف أصبحت، أصلح الله الأمير؟ قال: كما تحب يا أبا حزانة، قال: لو كنت كذلك كنت قائماً مثلي، وكنت أنا قاعداً في مقعدك، وكان قميص ابني المرقوع على ابنك، والتومتان اللتان في أذن ابنك على ابني.
قال يزيد: فالحمد لله الذي جعلك كذا وجعلني كذا.
فقال: إلا أنني في ضيق أنتظر سعة، وأنت في سعة تنتظر ضيقاً.
قدم على أبي حزانة ابن عمر الأعرابي، فدعا بغدائه، فقام الأعرابي للخلاء، فصعد سطحاً، فرأى كوة في وسط السطح، فظن أنها مخرج، فجلس، فقضى حاجته على مائدة القوم.
فأمر بها أبو حزانة فرفعت، ونزل الأعرابي، فقال: أين غداؤكم؟ قال له أبو حزانة: أفسده علينا عشاؤك.