فلما أتيت باب سليمان أذن لي، وكان يؤذن لرسول صاحب العراق قبل الناس.
فلما دخلت استبطأت أن يسألني عن المطر حتى سألني، فقلت له الكلام.
فقال: أعد، فأعدت، فقال: إنه ليخيل إلى أمير المؤمنين أنك لست بأبي عذر هذا الكلام.
قلت: أجل، والله، يا أمير المؤمنين، ما أنا بأبي عذره، ولكني كنت لا أرتق بين كلمتين، وبلغني أن أمير المؤمنين يسأل عن الأخبار والأمطار. وحدثته حديث الكلبي.
فقال: قاتله الله، وقعت على ابن بجدتها، وفضلني في الجائزة والكسوة على الرسل.
اختصم الوليد بن سريع وأخته كلثم إلى عبد الملك بن عمير قاضي الكوفة، فتوجه للقضاء على الوليد، فحكم عليه عبد الملك، فقال هذيل:" من الطويل "
أتاه وليد بالشهود يقودهم ... على ما أدعى من صامت المال والخول
يسوق إليه كلثماً وكلامها ... شفاء من الداء المخامر والخبل
فأدلى وليد عند ذاك بحجة ... وكان وليد ذا كراء وذا جدل
وكان لها دل وعين كحيلة ... فأدلت بحسن الدل منها وبالكحل
فأفتنت القطي حتى قضى لها ... بغير قضاء الله في الحشر والطول
إذا ذات دل كلمته لحاجة ... فهم بأن يقضي تنحنح أو سعل