للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هؤلاء الحروراء، لا يدخلوكم في رأيهم المخالف، فإنهم غرة لهذه الأمة.

فدفع إلي الكتاب، فإذا فيه: إنا نوصيك بتقوى الله وحده لا شريك له، فإن دين الله رشد وهدى في الدنيا، ونجاة ونور في الآخرة، وإن دين الله طاعة الله، ومخالفة من خالف سنة نبيه وشريعته، فإذا جاءك كتابنا فانظر أن تؤدي ما افترض الله عليك من حقه، تستحق بذلك ولاية الله وولاية أوليائه والسلام.

فقلت: إني أنهاك عنهم، قال: كيف أتبع قولك وأترك قول من هو أقدم منك؟ قلت: أفتحب أن ندخلك على وهب بن منبه؟ ومسعود بن عوف وال على اليمن، فوجدنا عند وهب نفراً من جلسائه.

فقال بعضهم: من هذا الشيخ؟ فقلت: هذا أبو شمر ذي خولان، وله حاجة يريد أن يستشير أبا عبد الله في بعض أمره؛ فقام القوم.

فقلت: يا أبا عبد الله إن ذا خولان من أهل القرآن وأهل الصلاح فيما علمنا، وأخبرني أنه عرض له نفر من حروراء، وقالوا له: زكاتك التي تؤديها إلى الأمراء لا تجزي عنك فيما بينك وبين الله؛ لأنهم لا يضعونها في مواضعها؛ فأدها إلينا، فإنا نضعها في مواضعها، نقسمها في فقراء المسلمين، ونقيم الحدود، ورأيت أن كلامك يا أبا عبد الله أشفى له من كلامي، وذكر لي أنه يؤدي إليهم الثمرة، للواحد مئة فرق على دوابه.

فقال له وهب: يا ذا خولان، أتريد أن تكون بعد الكبر حرورياً تشهد على من هو خير منك بالضلالة؟ فماذا أنت قائل لله غداً حين يقفك الله ومن شهدت عليه؟ الله يشهد له بالإيمان، وأنت تشهد عليه بالكفر؟! والله يشهد له بالهدى وأنت تشهد عليه بالضلالة؟! فأين تقع إذا خالف رأيك أمر الله وشهادتك شهادة الله؟! أخبرني يا ذا خولان ما يقولون لك؟

<<  <  ج: ص:  >  >>