للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

دخل شاعر على أبي البختري وهب بن وهب، فأنشده: من الطويل

إذا افتر وهب خلته برق عارض ... تنفق في الأرضين أسعده السكب

وما ضر وهباً ذم من خالف الملا ... كما لا يضر البدر ينبحه الكلب

لكل أناس من أبيهم ذخيرةٌ ... وذخر بني فهر عقيد الندى وهب

فاستهل أبو البختري ضاحكاً، وسر سروراً شديداً، ثم دعا عوناً له، فأسر له شيئاً، فأتاه بصرة، فيها خمس مئة دينار، فدفعها إليه.

وكان إذا أعطى عطاء قليلاً أو كثيراً أتبعه عذراً إلى صاحبه، وكان يتهلل عند طلب الحاجة إليه، حتى لو رآه من لا يعرفه لقال: هذا الذي قضيت حاجته.

وكان أبو البختري جواداً سمحاً.

قال محمد بن يزيد النحوي: دخل رجل باذ الهيئة على قوم، وهم على شراب لهم، فحطوا مرتبته في الشراب، فقال: من المتقارب

نبيذان في مجلس واحد ... لإيثار مثر على مقتر

ولو كنت تفعل ذا في الطعام ... لرمت قياسك في المسكر

ولو كنت تفعل فعل الكرام ... سلكت سبيل أبي البختري

تتبع إخوانه في البلاد ... فأغنى المقل عن المكثر

فبعث إليه أبو البختري بألف دينار.

ويروى قبل البيت الأول:

تأمل قبيح الذي جئته ... تجده خلوف فم الأبخر

<<  <  ج: ص:  >  >>