هارون هارون المدافع ربه ... عنه هو المحفوظ والمستور
قفل الإمام وقد تكامل فيئه ... وأقام جزيته له النقفور
روى جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يكون من ولد العباس ملوك يلون أمر أمتي يعز الله بهم الدين. ومن بارع شعر أبي الشيص قوله يمدح الرشيد عند هزيمة نقفور وفتح بلاد الروم من قصيد: الطويل
شددت أمير المؤمنين قوى الملك ... صدعت بفتح الروم أفئدة الترك
قريت سيوف الله هام عدوه ... وطأطأت بالإسلام ناصية الشرك
فأصبحت مسروراً ولا تعي ضاحكاً ... وأصبح نقفور على ملكه يبكي
كان أبو معاوية الضرير عند الرشيد، فجرى الحديث إلى حديث أبي هريرة أن موسى لقي آدم، فقال: أنت آدم الذي أخرجتنا من الجنة؟ ... الحديث، فقال رجل قرشي كان عنده من وجوه قريش: أين لقي آدم موسى؛ فغضب الرشيد وقال: النطع والسيف، زنديق والله يطعن في حديث رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فما زال أبو معاوية يسكنه ويقول: كانت منه بادرة ولم يفهم يا أمير المؤمنين حتى أسكنه.
وفي رواية: فغضب الرشيد وقال: من طرح إليك هذا؟ وأمر به فحبس، فقال: والله ما هو إلا شيء خطر ببالي، وحلف بالعتق وصدقة المال ومغلظات الأيمان ما سمعت من أحد، ولا جرى بيني وبين أحد في هذا الكلام. قال: فلما عرف الرشيد ذلك قال: فأمر به فأطلق، وقال: إنما توهمت أنه طرح إليه بعض الملحدين هذا الكلام الذي خرج منه، فيدلني عليهم فأستبيحهم، وإلا فأنا على يقين أن القرشي لا يتزندق.
قال رجل من قواد هارون: دخلت على هارون وبين يديه رجل مضروب العنق، ورجل معه سيف ملطخ بالدم يمسحه على قفاه، ففزعت لما رأيته فقال: متلت هذا