فاطلبوا الأجر والمثوبة فينا ... أيها الزائرون بيت الحرام
من رآني فقد رآني ورحلي ... فارحموا غربتي وذل مقامي
فأخبرت أمير المؤمنين، وأنشدته ما قالت، فعجب، فقلت: آتيك بها؟ قال: بل نذهب إليها، فوقف عليها، فقلت لها: أنشديه ما كنت تقولينه، فأنشدته ولم تهبه، فقال: يا مسرور، املأ قصعتها دنانير، فملأها حتى فاضت.
قال أبو عبيدة: حج الرشيد على طريق البصرة، فمر منفرداً ومعه الفضل بن الربيع فإذا بأعرابيين على قعودين لهما، فقال أحدهما: الرجز
يا أيها المجمع هماً لاتهم ... إنك إن تقض إلى الحمى تحم
كيف توقيك وقد جف القلم ... وحطت الصحة منك والسقم
فقال الرشيد للفضل: يا عباسي، قل للمنشد يعيد، فقال الفضل: يا صاحب الشعر، أعد، فقال: لو قال لي هذا لفعلت - يعني الرشيد - قال الفضل: فهممت بالإقبال عليه، فغمزني الرشيد بالصبر، فقلت له: ولم لا تجيبني؟ فقال لي: الطويل
إذا ما رأى الناس الجواد ومقرفاً ... إذا حربا قالوا جواد ومقرف