الحمد لله لا صبر ولا جلد ... ولا رقاد إذا أهل الهوى رقدوا
خليفة مات لم يحزن عليه أحد ... وآخر قام لم يفرح به أحد
فمر هذا ومر الشر يتبعه ... وقام هذا فقام الويل والنكد
فطلب، فلم يوجد دخل هارون بن زياد مؤدب الواثق على الواثق، فأكرمه، وأظهر من بره ما شهر به، فقيل له: من هذا يا أمير المؤمنين الذي فعلت به ما فعلت؟ قال: هذا أول من فتق لساني بذكر الله عز وجل، وأدناني من رحمة الله عز وجل.
قال يحيى بن أكثم: ما أحسن أحد إلى آل أبي طالب من خلفاء بني العباس ما أحسن إليهم الواثق، ما مات وفيهم فقير.
قال أبو عثمان المازني: كتب الواثق في حملي، فحملت، وأدخلت عليه، وهو عليل، فقال: يا بكر، لك ولد؟ قلت: لا، قال: فلك امرأة؟ قلت: لا، قال: فمن خلفت بالبصرة؟ قلت: أختي، قال: أكبر منك أم أصغر؟ فقلت: أصغر مني، قال: فما قالت المسكينة؟ قلت: قالت لي ما قالت ابنة الأعشى لأبيها: المتقارب
تقول ابنتي حين جد الرحيل ... أرانا سواء ومن قد يتم
فيا أبتا لا تزل عندنا ... فإنا بخير إذا لم ترم
ترانا إذا أضمرتك البلاد ... نجفى وتقطع منا الرحم
قال: ما رددت عليها المسكينة؟ قال: رددت عليها ما قال جرير لابنته: الوافر