برسول الحسين أرسله إلى مسلم بن عقيل يقال له عبد الله بن بقطر فقتله، وكان قدم مع عبيد الله من البصرة شريك بن الأعور الحارثي، وكان شيعة لعلي فنزل أيضاً على هانئ بن عروة، فاشتكى شريك، فكان عبيد الله يعوده في منزل هانئ، ومسلم بن عقيل هناك لا يعلم به، فهيؤوا لعبيد الله ثلاثين رجلاً يقتلونه إذا دخل عليهم، وأقبل عبيد الله، فدخل على شريك يسأل به، فجعل شريك يقول: البسيط
ما تنظرون بسلمى أن تحيوها ... اسقوني فلو كانت فيها نفسي.
فقال عبيد الله: ما يقول؟ قالوا: يهجر، وتخشع القوم في البيت، وأنكر عبيد الله ما رأى منهم، فوثب، فخرج، ودعا مولى لهانئ بن عروة، وكان في الشرطة فسأله، فأخبره الخبر، فقال: أولى، ثم مضى حتى دخل القصر، وأرسل إلى هانئ بن عروة وهو يومئذ ابن بضع وتسعين سنة، فقال: ما حملك على أن تخبر عدوي وتنطوي عليه؟! فقال: يا بن أخي، إنه جاء حق هو أحق من حقك، وحق أهل بيتك، فوثب عبيد الله، وفي يده عنزة، فضرب بها رأس هانئ حتى خرج الزج، واغترز في الحائط، ونثر دماغ الشيخ فقتله مكانه، وبلغ الخبر مسلم بن عقيل فخرج. وفي حديث آخر أن عبيد الله لما بنى بزوجته أرسل إلى هانئ فأتاه متوكئاً على عصاه، فقال: أكل الأمير العرس وحده، قال: أو تركتني أنتفع بعرس وقد ضممت مسلم بن عقيل، وهو عدو أمير المؤمنين؟! قال: ما فعلت، قال: لعمري لقد فعلت، وما شكرت بلاء زياد، ولا رعيت حقه وزاده فأغضبته، فانتزع عبيد الله العنزة من يده فشجه بها وحبسه حتى أتى بمسلم بن عقيل، فقتلهما جميعاً، وألقاهما من ظهر بيت، فقال عبد الله بن الزبير الأسدي يرثيه: الطويل