ودخلت وهي منقلبة، فقال: تبايعني على ألا تشركي بالله شيئاً، ولا تسرقي، ول تزني، فقالت: أو هل تزني الحرة؟ قال: لا، ولا تقتلي ولدك، فقالت: إنا ربيناهم صغاراً وقتلتهم كباراً، قال: قتلهم الله يا هند. فلما فرغ من الآية بايعته، فقالت: يا رسول الله، إني بايعتك على ألا أسرق، ولا أزني، وإن أبا سفيان رجل بخيل، ولا يعطيني ما يكفيني إلا ما أخذت منه من غير علمه، قال: ما تقول يا أبا سفيان؟ فقال أبو سفيان: أما يابساً فلا، وأما رطباً فأحله. قال: فحدثتني عائشة أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال لها: " خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف ".
وعن فاطمة بنت عتبة، أن أبا حذيفة بن عتبة ذهب بها وبأختها تبايعان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فلما اشترط عليهن قالت هند: أو تعلم في نساء قومك من هذه الهنات والعاهات شيئاً..؟؟ الحديث.
قال عبد الله بن الزبير: لما كان يوم الفتح أسلمت هند بنت عتبة، وأم حكيم بنت الحارث بن هشام امرأة عكرمة بن أبي جهل، وأسلمت امرأة صفوان بن أمية البغوم بنت المعذل، وفاطمة بنت الوليد بن المغيرة، وهند بنت منبه بن الحجاج، وهي أم عبد الله بن عمرو بن العاص في عشر نسوة من قريش، فأتين رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو بالأبطح، فبايعنه، فدخلن عليه، وعنده زوجتاه، وابنته فاطمة، ونساء من بني عبد المطلب، فتكلمت هند بنت عتبة، فقالت: يا رسول الله، الحمد لله الذي أظهر الدين الذي اختار لنفسه لتمسني رحمتك يا محمد، إني امرأة مؤمنة بالله، مصدقة، ثم كشفت عن نقابها، فقالت: أنا هند بنت عتبة، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مرحباً بك، فقالت: والله يا رسول الله ما كان على الأرض من أهل خباء أحب إلي أن يذلوا من أهل خبائك، ولقد أصبحت وما على الأرض من أهل خباء أحب إلي أن يعزوا من أهل خبائك، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وزيادة أيضاً.