أعداء السريرة، وإنا نعوذ بالله أن ينزل كتابنا منك بغير المنزلة التي أنزلناها من أنفسنا، والسلام عليك.
فمضى الرسول بالكتاب إليه، وقال أبو عبيدة لمعاذ بن جبل: والله ما أمرنا عمر أن نظهر هلاك أبي بكر للناس، وما نعاه إليهم، فما يرى أن نذكر من ذلك شيئاً دون أن يكون هو الذي يذكره، قال معاذ: نعم ما رأيت، فسكتا، فلم يذكر للناس من ذلك شيئاً.
قال نافع: سمعت ابن عمر يحدث سعيد بن جبير قال: بلغ عمر بن الخطاب أن يزيد بن أبي سفيان يأكل ألوان الطعام فقال عمر لمولى له يقال له: يرفا: إذا علمت أنه قد حضر عشاؤه فأعلمني، فأعلمه، فأتى عمر فسلم، ورجل يقرب عشاءه، فجاء بثريدة لحم، فأكل عمر معه منها، ثم قرب شواء، فبسط يزيد يده، وكف عمر، وقال: الله يا يزيد، أطعام بعد طعام؟! والذي نفس عمر بيده لئن خالفتهم عن سنتهم ليخالفن بكم عن طريقهم.
قال الزهري: كان عمر يأذن عليه مولاه يرفا.
قال المغيرة بن شعبة: أنا أول من رشا في الإسلام، كنت آتي فأجلس بالباب أنتظر الدخول على عمر، فقلت ليرفا حاجبه: خذ هذه العمامة، فإن عندي أختاً لها لتلبسها، فكان يدخلني، أجلس وراء الباب، فمن رآني قال: إنه ليدخل على عمر في ساعة ما يدخل عليه فيها أحد.
وعن المغيرة قال: قال رجل له: إن آذنك يعرف رجالاً فيؤثرهم بالإذن، قال: عذره الله، والله إن المعرفة لتبلغ عند الكلب العقور، والجمل الصؤول، فلا بك من الرجل الخير ذي الحسب؟ والله إن كنا لنصانع أرفى آذن عمر رضي الله عنه.