للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأنشده قصيدة يفخر فيها ويقول فيها:

وأبي الذي سلب ابن كسرى رايةً ... بيضاء تخفق كالعقاب الطائر

فلما سمع الحجاج فخره غضب، ونهض، فخرج يزيد من غير أن يودعه، فقال لحاجبه: ارتجع منه العهد، فإذا رده فقل: أيهما خير لك ما ورثك أبوك أم هذا؟ فرد على الحاجب العهد، وقال: قل له:

وورثت جدي مجده ونواله ... وورثت جدك أعنزاً بالطائف

وخرج مغاضباً عنه، فلحق بسليمان بن عبد الملك، ومدحه بقصيدته التي أولها:

أمسى بأسماء هذا القلب معمودا ... إذا أقول: صحا يعتاده عيدا

منها:

سميت باسم امرئ أشبهت شيمته ... فضلاً وعدلاً سليمان بن داودا

أحمد به في الورى الماضين من ملك ... وأنت أصبحت في الباقين محمودا

لا يبرأ الناس من أن يحمدوا ملكاً ... أولاهم في الأمور الحلم والجودا

قال سليمان: كم كان أجرى لك لعمالة فارس؟ قال: عشرين ألفاً، قال: فهي لك ما دمت حياً.

تولى محمد بن القاسم الثقفي، وهو ابن سبع عشرة سنة، ولاه الحجاج، فقال يزيد بن الحكم:

إن الشجاعة والسماحة الندى ... لمحمد بن القاسم بن محمد

قاد الجيوش لسبع عشرة حجة ... يا قرب ذلك سؤدداً من مولد

<<  <  ج: ص:  >  >>