للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ودافعت حتى أبلغ الجهد عنهم ... دفاع امرئ في الخير غير زهيد

فإن لم تكونوا عند ظني بنصركم ... فليس لها غير الأغر سعيد

بنفسي أهلي ذاك حياً وميتاً ... نضار، وعود المرء أكرم عود

فكم من مقام في قريش كفيته ... ويوم يشيب الكاعبات شديد

وخصم تحاماه لؤي بن غالب ... شببت له ناري فهاب وقودي

وخير كثير قد أفأت عليكم ... وأنتم رقود أو شبيه رقود

قال: فاسترجع القوم لقوله، وقالوا: والله لا نغسل رؤوسنا في العرب إن لم نستقلها بفكه، فأغذوا السير إلى الشام.

وبعث ابن مفرغ رجلاً من بني الحارث بن كعب فقام على سور حمص، فنادى بأعلى صوته الحصين بن نمير - وكان والي حمص - بهذه الأبيات وكان عظيم الجبهة:

أبلغ لديك بني قحطان قاطبةً ... عضت بأي ... أبيها سادة اليمن

أمسى دعي زياد فقع قرقرة ... يا للعجائب يلهو بابن ذي يزن

والحميري طريح وسط مزبلة ... هذا لعمركم غبن من الغبن

والأجبه ابن نمير فوق مفرشه ... يرنو إلى أحور العينين ذي غنن

قوموا فقولوا: أمير المؤمنين لنا ... حق عليك ومن ليس كالمنن

فاكفف دعي زياد عن أكارمنا ... ماذا يريد إلى الأحقاد والإحن

<<  <  ج: ص:  >  >>