للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالبيت وسعى بين الصفا والمروة، وسأل الله أن يعلم ابنه النحو، فتعلم النحو واللغة، وجعل يختلف إلى قوم من أهل القنطرة، فأجروا له كل دفعة عشرة وأكثر حتى اختلف إلى بشر وإبراهيم ابني هارون أخوين كانا يكتبان لمحمد بن عبد الله بن طاهر فما زال يختلف إليهما، وإلى أولادهما دهراً. فاحتاج ابن طاهر إلى رجل يعلم ولده، وجعل ولده في حجر إبراهيم، ثم قطع ليعقوب رزقاً خمسمائة درهم، ثم جعلها ألف درهم. وكان يعقوب قد خرج قبل ذلك إلى سر من رأى، وذلك في أيام المتوكل، فصيره عبيد الله بن يحيى بن خاقان عند المتوكل، فضم إليه ولده، وأسنى له الرزق.

قال ثعلب: وقد ذكر يعقوب بن السكيت فقال: ما عرفنا له خربة قط.

قال أبو الحسن الطوسي: كنا في مجلس علي اللحياني، وكان عازماً على أن يملي نوادره ضعف ما أملي، فقال يوماً: تقول العرب: مثقل استعان بذقنه، فقام إليه ابن السكيت وهو حدث فقال: يا أبا الحسن، إنما هو مثقل استعان بدفيه، يريدون الجمل إذا نهض بالحمل استعان بجنبيه. فقطع الإملاء. فلما كان في المجلس الثاني أملى، فقال: تقول العرب: هو جاري مكاشري. فقام إليه يعقوب بن السكيت، فقال: أعزك الله، وما معنى مكاشري؟ إنما هو مكاسري؛ كسر بيتي إلى كسر بيته. قال: فقطع اللحياني الإملاء، فما أملى بعد ذلك شيئاً.

<<  <  ج: ص:  >  >>