وقال يعلى بن أمية: سألت عمر أن يريني النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا نزل عليه الوحي. فأتاه رجل بالجعرانة، ولعيه جبة بها ردع من زعفران، فقال: إني أحرمت بالعمرة، وعلي هذا، فأنزل على الني صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فستر بثوب، فقال: أيسرك أن تنظر إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقد أنزل عليه الوحي؟ قلت: نعم، فرفع طرف الثوب، فنظرت إليه، وله غطيط كغطيط البكر.
وجه أبو بكر يعلى بن أمية على حولان في الردة، واستعمله عثمان على اليمن.
وأول من جاء بقتل عثمان إلى مكة رجل من العرب يقال له الأخضر، وكتمهم ذلك حتى اقتضى ديناً له على الناس، فلما اقتضى دينه خرج، وخرج معه يعلى بن منية، حتى إذا كان بالبطحاء، وأخبره بقتل عثمان، فرجع يعلى، فأخبر أهل مكة.
قال: وجاء يعلى بن أمية إلى عائشة، فقال: قد قتل خليفتك. قالت: برئت إلى الله ممن قتله، فقال: أظهري البراءة ممن قتله. فخرجت إلى المسجد، فجعلت تبرأ ممن قتل عثمان.
قال: ولما بلغ يعلى قول عبد الله بن أبي ربيعة، وما دعا إليه من جهاز من خرج يطلب بدم عثمان خرج يعلى من داره، فقال: أيها الناس، من خرج يطلب بدم عثمان فعلي جهازه. ولما بلغ علياً ما قال يعلى وابن أبي ربيعة عرف أن عندهما مالاً من مال الله كثيراً، فقال: لئن ظفرت بابن بابن أبي ربيعة، ويعلى بن منية لأجعلن أموالهما في مال الله. قال: وقدم يعلى بن أمية بأربع مئة ألف فأنفقها في جهازهم إلى البصرة. وقال يعلى بن منية وهو مشتمل: هذه عشرة آلاف دينار وهي عين مالي أقوي بها من طلب بدم عثمان. واشترى أربع مئة بعير، فأنخاها بالبطحاء، فحمل عليها. فبلغ ذلك علياً، فقال: من أين له عشرة آلاف دينار؟ سرق اليمن. ثم جاء بها! والله لئن قدرت عليه لآخذن ما أقر به! فلما كان يوم الجمل، وانكشف الناس هرب يعلى.
وروي أن علياً قال: حاربني أطوع الناس فيّ للناس؛ عائشة، وأشجع الناس؛ الزبير، وأمكر الناس؛ طلحة، وأعبد الناس؛ محمد بن طلحة، وأسخى الناس؛ يعلى بن