موسى، فيقول له موسى: يا نبي الله، أحدث الله إليك اليوم شيئاً؟ فيقول يوشع: يا صفي الله، صحبتك كذا وكذا سنة، فهل سألتك عن شيء يحدث الله إليك حتى تكون أنت تبديه لي؟ فلما رأى موسى الجماعة عند يوشع أحب الموت.
عن عطاء: أوحى الله إلى موسى بن عمران أن يوشع هو القائم على الناس بعدك، فقال: يا رب، أزرع أنا، ويحصد يوشع؟ أأرعى أنا الغنم، حتى إذا صلحت واستوت صارت إلى يوشع؟! فقال الله له: إن أيام يوشع مخرجتك من الدنيا، فقال: يا رب، فأنا أكون ممن قبل يوشع، فقيل له: فاصنع به كما كان يصنع بك، فقال: نعم. وكان من رسم يوشع أن ينبه موسى للصلاة، فجاء موسى إلى باب يوشع، فقال: يا يوشع، فضرب الله على أذنه، فلم ينتبه، وجعل بنو إسرائيل يمرون على موسى، فقال: يا رب، مائة موتة أهون من ذل ساعة. وانتبه يوشع، فلما رأى موسى فرح وقال: يا نبي الله، أنت واقف ها هنا؟! ومضى موسى إلى الجبل، واتبعه يوشع، فجعل موسى يوصيه: اصنع ببني إسرائيل كذا، وافعل كذا. ثم قال له: ارجع، قال: فخلع موسى نعليه، فرمى بهما، فقال: جئني بنعلي، فذهب ليجيء بهما، فأرسل الله نوراً حال بين يوشع وموسى، فلم يصل إليه، فرجع يوشع إلى بني إسرائيل، فأخبرهم، فجاؤوا إلى الموضع من الجبل فإذا موسى قد قبض، وقد وضعت الحجارة عليه.
عن سعيد بن عبد العزيز قال: لما كان قبل موت موسى انقطع الوحي عنه، ونزل جبريل إلى يوشع. قال: وكان إذا خرج موسى إلى البيعة إلى الحكم بين بني إسرائيل توكأ على يوشع، فإذا جلس في البيعة قام يوشع على رأسه. قال: فلما نزل الوحي إلى يوشع، وخرج إلى البيعة للحكم بين بني إسرائيل توكأ على موسى، فلما أن دخل البيعة للحكم بينهم قام موسى على رأسه. قال: فقال موسى: يا رب، إني لا أطيق هذا الذل كله، فاقبضني إليك.