الشمس على أحد إلا على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يومئذ، وعلى يوشع بن نون حين قاتل الجبارين يوم الجمعة، فلما أدبرت الشمس خاف أن تغيب قبل أن يفرغ منهم، ويدخل السبت، فلا يحل له قتالهم فيه، فدعا الله فرد له الشمس حتى فرغ من قتالهم.
قال كعب: وكان الله كسا هارون قباء فيه اثنا عشر علماً كهيئة الكواكب، لكل سبط منهم علم، فإذا غل أحد من الأسباط تحول علم ذلك السبط عن نوره، فصار مظلماً، فيعلم أن سبط فلان قد غل. وكان ذلك القباء مع يوشع، فلما كان يوم أريحا ردت رايته، وانهزم أصحابه، وكانوا إذا غلو انهزموا. فدعا بالقباء، فنظر، فإذا علامة منها قد تغيرت، فدعا رأس ذلك السبط، فقال: ما حملكم على أن غللتم؟ قال: فطلبوا الرجل الذي غل، فأصابوه، فإذا قطيفة قد غلها، فأحرقوه وإياها بالنار.
وقال غير كعب: أحرق القطيفة وكانت منسوجة بالذهب والدر، فأوحى الله إليه أن ضع الكمين وشد عليهم، فإن الله يكفيكهم. قال: فهو أول من وضع الكمين. وفتح الله عليهم، ودخلوا، فأوحى الله إلى يوشع أن اقتل جبابرتها، ولا تستبق منهم أحداً، ففعل، وأقام أربعين سنة حتى فتحت لهم بلاد الشام، وفتح يوشع إحدى وثمانين مدينة، ثم انصرف إلى بلادهم وأرضهم التي كانت وراثة آبائهم التي كتبها الله لهم، وهي الأرض المقدسة، آمنين على أنفسهم. ورفعت الحرب عن بني إسرائيل، فلبثوا أربعين سنة يوشع بين أظهرهم، وهم أحسن ما كانوا هيبة في جميع حالاتهم.
قيل لعلي بن أبي طالب:
هل كان للنجوم أصل؟ قال: نعم، كان نبي من الأنبياء يقال له يوشع بن نون، قال له قومه: لا نؤمن بك حتى تعلمنا بدء الخلق وآجاله. فأوحى الله إلى غمامة، فأمطرتهم. واستنقع على الجبل ماء صاف. ثم أوحى إلى الشمس والقمر والنجوم أن تجري في ذلك الماء، ثم أوحى إلى يوشع أن يرتقي هو وقومه إلى الجبل، فارتقوا، فأقاموا على الماء حتى عرفوا بدء الخلق وآجاله بمجاري الشمس والقمر والنجوم، وساعات الليل والنهار، فكان أحدهم يعلم متى يموت، ومتى يمرض، ومن الذي يولد له، ومن