وعن الزهري قال: إن نساءً من المسلمات أسلمن قبل أزواجهن، ثم أسلم أزواجهن بعدهن، فلم يفرق النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بينهم، منهن: أم حكيم بنت الوليد بن المغيرة. وكانت تحت عكرمة بن أبي جهل.
قال الزبير: وأم عبد الرحمن بن الحارث وأخته أم حكيم بنت الحارث فاطمة بنت الوليد بن المغيرة. وليس للحارث بن هشام ولد إلا من عبد الرحمن، ومن أم حكيم. كانت تحت عكرمة بن أبي جهل فقتل عنها يوم اليرموك شهيداً، فخلف عليها خالد بن سعيد بن العاص، فقتل عنها يوم مرج الصفر شهيداً، فتزوجها عمر بن الخطاب، فولدت له فاطمة بنت عمر، فتزوج فاطمة عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب، فولدت له عبد الله بن عبد الرحمن بن زيد.
قال ابن سعد في تسمية النساء المسلمات المبايعات: أم حكيم بنت الحارث بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم.
وقال محمد بن سعد: أنا محمد بن عمر، حدثني عبد الحميد بن جعفر، عن أبيه قال: شهد خالد بن سعيد فتح أجنادين، وفحل، ومرج الصفر. وكانت أم حكيم بنت الحارث بن هشام تحت عكرمة بن أبي جهل فقتل عنها بأجنادين، فاعتدت عنه أربعة أشهر وعشراً، وكان يزيد بن أبي سفيان يخطبها، وكان خالد بن سعيد يرسل إليها في عدتها يتعرض للخطبة، فحطت إلى خالد بن سعيد، فتزوجها على أربعمائة دينار، فلما نزل المسلمون مرج الصفر أراد خالد أن يعرس بأم حكيم، فجعلت تقول: لو أخرت الدخول حتى يقض الله هذه الجموع. فقال خالد: إن نفسي تحدثني أني أصاب في جموعهم،