فقال: ما دامت الأشباح باقيةً، فإن الأمر والنّهي باق، والتّحليل والتّحريم مخاطب بهما، ولن يجترئ على الشّبهات إلاّ من هو يعرض للمحرّمات.
وقال: ضعفت في البادية مرةً، فأيست من نفسي، فوقع بصري على القمر وكان ذلك بالنّهار فرأيت مكتوباً عليه:" فسيكفيكهم الله " فاستقللت، ففتح عليّ من ذلك الوقت هذا الحديث.
وقيل له: ليس لك من المحبة شيء؛ قال: صدقوا، ولكن لي حسراتهم، فهوذا أحترق فيه.
وقال: المحبة مجانبة السّلّو على كل حال، ثم أنشد يقول: من الطويل
ومن كان في طول الهوى ذاق سلوةً ... فإني من ليلى لها غير ذائق
وأكبر شيء نلته من وصالها ... أمانيّ لم تصدق كلمحة بارق
وقال: مراعاة الأوقات من علامات التيقظ.
وقال: أنت متردّد بين صفات الفعل، وصفات الذّات، وكلاهما صفته على الحقيقة، فإذا هيّمك في مقام التفرقة قرّبك بصفات فعله، وإذا بلّغك مقام الجمع قرّبك بصفات ذاته.
وقال: التّقوى مثال الحقّ، قال الله تعالى:" لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التّقوى منكم ".
وقال: مواجيد الأرواح تظهر بركتها على الأسرار، ومواجيد القلوب تظهر بركتها على الأبدان.
قال أبو عبد الرحمن السّلمي: لمّا همّ الأستاذ أبو القاسم النّصر آبادي بالحجّ، وتهيأ له، خرجت معه إلى الحجّ سنة ستّ وستين وثلاثمئة، وكنت مع الأستاذ أي منزل نزلناه