بنهر أبي فطرس، فاستعطفه فتركه، وسكن العراق بعد ذلك، وكان شاعراً ماجناً، ثم تنسّك بعد.
أنشد أبو العيناء لآدم بن عبد العزيز في البراغيث ببغداد: من الطويل
هنيئاً لأهل الرّيّ طيب بلادهم ... وواليهم الفضل بن يحيى بن خالد
تطاول في بغداد ليلي ومن يبت ... ببغداد يلبث ليله غير راقد
بلاد إذا زال النّهار تقافزت ... براغيثها من بين مثنى وواحد
ديازجة شهب البطون كأنّها ... بغال بريد سرح في موارد
وقال أبو بكر الخطيب: كان شاعراً خليعاً، ثم نسك بعد ذلك، وكان ببغداد في صحابة أمير المؤمنين المهديّ.
وعن المدائنيّ، قال: قال آدم بن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز: من الوافر
فإن قالت رجال: قد تولّى ... زمانكم وذا زمن جديد
فما ذهب الزّمان لنا بمجد ... ولا حسب إذا ذكر الجدود
وما كنّا لنخلد لو ملكنا ... وأيّ النّاس دام له الخلود؟
وعن إسحاق، قال: كان مع المهديّ رجل من أهل الموصل، يقال له: سليمان بن المختار، وكانت له لحيةً عظية عظيمة طويلة، فذهب يوماً ليركب، فوقعت لحيته تحت قدمه في الرّكاب، فذهب عامّتها، فقال آدم بن عبد العزيز في ذلك: من الهزج
قد استوجب في الحكم ... سليمان بن مختار
بما طوّل من لحي ... ته جزاً بمنشار
أو النتف أو الحلق ... أو التحريق بالنار
فقد صار بها أش ... هر من راية بيطار