وبلغني عن أبي العباس المبرد، قال: كان أبو يعقوب الخزيمي، واسمه إسحاق بن حسان، جميل الشعر مقبولاً عند الكتاب، له كلام قوي، ومذهب مبسوط، وكان يرجع إلى بيت في العجم كريم، وكان رجلاً من أبناء الصغد، وكان له ولاء في العرب، في غطفان؛ وكان اتصاله بمولاه ابن خريم المري الذي يقال له: خريم الناعم، وكان أبو يعقوب على ظرفه يرجع إلى إسلام وإلى وقار؛ وذهبت عيناه بعد أن طلع من السبعين، وله فيهما مراثٍِ جيدة، يتجاوز أهل عصر، وأمثاله مضروبة، وقناعة واعتصام.
سمع أبو يعقوب الخريمي يوم مات أبو يوسف رجلاً يقول: اليوم مات الفقه، فقال: من السريع
يا ناعي الفقه إلى أهله ... أن مات يعقوب وما يدري
لم يمت الفقه ولكنه ... حول من صدر إلى صدر
ألقاه يعقوب إلى يوسف ... فزال من طيب إلى طهر
فهو مقيم فإذا ما ثوى ... حل وحل الفقه في قبر
يعني يوسف بن أبي يعقوب بن إبراهيم صاحب أبي حنيفة.
أنشد عون بن محمد لأبي يعقوب الخزيمي: من مجزوء الكامل