ومن بارع شعر أسماء بن خارجة: من البسيط
قل للذي لست أدري من تلونه ... أنا صح أم على غش يداجيني
إني لأكثر مما سمتني عجباً ... يد تشج وأخرى منك تأسوني!
تغتابني عند أقوام وتمدحني ... في آخرين وكل منك يأتيني
هذان أمران شتى بون بينهما ... فاكفف لسانك عن ذمي وتزييني
لو كنت أعرف منك الود هان له ... علي بعض الذي أصبحت توليني
أرضى عن المرء ما أصفى مودته ... وليس شيء مع البغضاء يواسيني
ورب امرئ لي أخفى بي ملاطفة ... محض الأخوة في البلوى يواسيني
وملطف بسؤال أو مكاشرة ... مغض على وغر في الصدر مدفون
ليس الصديق بمن تخشى غوائله ... وما العدو على حال بمأمون
يلومني الناس فيما لو أخبرهم ... بالغدر فيه لما كانوا يلوموني
وعن الأصمعي، قال: بينما أسماء بن خارجة قد عراه الأرق في ذات ليلة، إذ سمع نادبة تبكي بصوت حزين وهي تقول: من المتقارب
من للمنابر والخافقا ... ت والجود بعد زمام العرب
ومن للهياج غداة الطعان ... ومن يمنع البيض عند الهرب
ومن للعفاة وحمل الديات ... ومن يفرج الكرب بعد الكرب
فقال أسماء بن خارجة: انظروا من مات في هذه الليلة من الأشراف، فاتبعوا هذا الصوت، فانظروا من أين هو؛ فنظروا ورجعوا إليه، فقالوا: هذه امرأة فلان البقال تبكي أباها مروان الحائك!.
وعن المبارك بن سعيد الثوري، قال: بينما أسماء بن خارجة الفزاري ذات ليلة جالس في منزله على سطح ومعه نساؤه إذ سمع في جوف الليل نادبة تندب، وهي تقول: من الهزج