للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يقول فيها

لا تبعد الأيام إذ ورق الصبا ... خضل وإذ غصن الشباب نضير

قال: فأعجب بها، وبعث إلي الفضل بن الربيع ليلاً، فقال: أني أشتهي أن أنشد قصيدتك الجواري، فابعث بها إلي؛ فبعث بها إليه.

قال أبو العباس: وركب الرشيد يوماً في قبة، وسعيد بن سالم عديله، فدعا محمداً الرواية يعرف بالبيذق لقصره وكان إنشاده أشد طرباً من الغناء، فقال له: أنشدني قصيدة الجرجاني التي مدحني بها، فأنشده؛ فقال الرشيد: الشعر في ربيعة سائر اليوم؛ فقال له سعيد بن سالم: يا أمير المؤمنين، أستنشده قصيدة أشجع التي مدحك بها: الشعر في ربيعة سائر اليوم فهم يزل به سعيد حتى استنشده، فأنشده فلما بلغ قوله:

وعلى عدوك يا ابن عم محمد ... رصدان: ضوء الصبح والإظلام

فإذا تنبه رعته وإذا هدا ... سلت عليه سيوفك الأحلام

فقال له سعيد: والله لو خرس يا أمير المؤمنين بعد هذين البيتين كان أشعر الناس.

قال الصولي: من أجمع ما في هذا المعنى وأحسنه، ما قاله أشجع السلمي لعثمان بن نهيك، حدثني به يحيى بن البحتري، عن أبيه، في خبر لأبيه مع الفتح: من الخفيف

كم تغضبت بالجهالة مني ... بعد ملك الرضا على عثمان

ملك يا عمر الخليقة تطري ... هـ بكل المديح كل لسان

وإذا جئته تبين لك الإك ... رام منه في أوجه الغلمان

فامتحنت الأيام جهدي حتى ... ردني صاغراً إليه امتحاني

وأراني زماني الغض من جدوا ... هـ ادعاء السرور خير زمان

فتلقى بالفضل سيء فعلي ... وذنوبي بالعفو والإحسان

وعن مساور بن لاحق وكان أحد الكتاب الحذاق قال: اعتل يحيى بن خالد

<<  <  ج: ص:  >  >>