للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كتاباً.

ويقال: أسلم، ثم ارتد إلى النصرانية، فقتل على نصرانيته.

قال قيس بن النعمان: كان صار إلى ضم القرآن على عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، قال: خرجت خيلٌ لرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فسمع بها أكيدر دومة الجندل، فانطلق إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال: يا رسول الله، بلغني أن خيلك انطلقت وإني خفت على أرضي ومالي، فاكتب لي كتاباً لا تعرض لشيء هو لي، فإني مقرٌ بالذي علي من الحق.

فكتب له رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

ثم إن أكيدراً أخرج قباء منسوجاً بالذهب مما كان كسرى يكسوهم فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ارجع بقبائك فإنه ليس أحدٌ يلبس هذا في الدنيا إلا حرمه في الآخرة ".

فرجع به الرجل حتى إذا أتى منزله وجد في نفسه أن يرد عليه هديته، فرجع إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: يا رسول الله، إنا أهل بيتٍ يشق علينا أن ترد هديتنا فاقبل مني هديتي.

فقال له: " انطلق فادفعه إلى عمر ".

وقد كان عمر سمع ما قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيه فبكى ودمعت عيناه وظن أنه قد لحقه شقاء، فانطلق إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: أحدث فيّ أمرٌ؟ قلت في هذا القباء ما سمعت ثم بعثت به إليّ، فضحك رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حتى وضع يده على فيه، ثم قال: " ما بعثت به إليك لتلبسه ولكن تبيعه فتستعين بثمنه ".

قال عروة: ولما توجه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قافلاً إلى المدينة بعث خالد بن الوليد في أربع مائةٍ وعشرين فارساً إلى أكيدر دومة الجندل، فلما عهد إليه عهده قال خالد: يا رسول الله كيف بدومة الجندل وفيها أكيدر، وإنما نأتيها في عصابةٍ من المسلمين؟ فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لعل الله يكفيك أكيدراً ".

أحسب قال: يقتنص فتقبض المفتاح فتأخذه، فيفتح الله لك دومة.

فسار خالد بن الوليد حتى إذا دنا منها نزل في أدبارها، لذكر رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لعلك تلقاه يصطاد ".

قال: فبينما خالد وأصحابه في منزلهم ليلاً إذ أقبلت البقر حتى جعلت تحتك بباب الحصن، وأكيدر يشرب ويتغنى في حصنه، بين امرأتيه، فاطلعت إحدى امرأتيه فرأت البقر تحتك بالباب وبالحائط، فقالت امرأته: لم أر كالليلة في اللحم، قال: وما ذاك؟ قالت: هذه البقر تحتك بالباب وبالحائط، فلما رأى ذلك أكيدر ثار، فركب على فرسٍ معدةٍ له، وركب غلمانه وأهله فطلبها حتى مر بخالدٍ وأصحابه، فأخذوه ومن

<<  <  ج: ص:  >  >>