كيف ترين الآن حجراً؟ فقالت: أراه والله خبيث الطلب، شديد الكلب، كأنه بعير أكل مراراً.
والمرار نبتٌ حارٌ يأكله البعير، فيتقلص منه مشفره.
وكان حجر أفوه خارج الأسنان فشبهته به، فسمي آكل المرار بذلك.
حدث ابن الكلبي أن قوماً أتوا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فسألوه عن أشعر الناس.
فقال: ائتوا ابن الفريعة، يعني حسان.
فأتوه.
فقال: ذو القروح، يعني: امرؤ القيس، فرجعوا فأخبروا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: صدق، رفيع في الدنيا خامل في الآخرة، شريف في الدنيا، وضيع في الآخرة، هو قائد الشعراء إلى النار.
أو كما قال.
قال محمد بن الحسن المخزومي: قيل لحسان بن ثابت: من أشعر الناس؟ قال: أبو أمامة يعني النابغة الذبياني.
قال: ثم من؟ قال: حسبك بي مناضلاً أو منافحاً.
قيل: فأين أنت من امرؤ القيس؟ قال: إنما كنت في ذكر الإنس.
قدم قوم من اليمن على سيدنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقالوا: يا محمد أحيانا الله ببيتين من شعر امرئ القيس بن حجر.
قال: " وكيف ذلك "؟ قالوا: أقبلنا نريدك فضللنا فبقينا ثلاثاً بغير ماء، فاستظللنا بالطلح والسمر وفي رواية فانطلق كل رجل منا إلى أصل شجرةٍ ليموت في ظلها فبينا نحن في آخر رمق إذ أقبل فأقبل راكب متلثم بعمامة، وتمثل رجل منا ببيتين: " من الطويل "
ولما رأت أن الشريعة همها ... وأن البياض من فرائضها دامي
تيممت العين التي عند ضارجٍ ... يفيء عليها الطلح عرمضها طامي
فقال الراكب: من يقول هذا الشعر؟ قال: امرؤ القيس بن حجر.
قال: فلا والله