للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما كذب.

هذا ضارج عندكم، فحبونا على الركب إلى ماء كما ذكر، عليه العرمض، يفيء عليه الطلح، فشربنا رينا، وحملنا ما بلغنا من الطريق.

فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ذلك رجل مذكور في الدنيا شريف فيها، منسيٌ في الآخرة، خاملٌ فيها، يجيء يوم القيامة معه لواء الشعر إلى النار ".

ويقال: إن لبيداً قدم المدينة قبل إسلامه فقال رجل من قريش لرجل منهم: انهض إلى لبيد، فاسأله أن يسأل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من أشعر الناس؟ فنهض إليه فسأله.

قال: " إن شئت أخبرتك من أعلمهم ".

قال: بل أشعرهم.

قال: " يا حسان! أعلمه "، فقال حسان: الذي يقول: " من الطويل "

كأن قلوب الطير رطباً ويابساً ... لدى وكرها العناب والحشف البالي

قال: هذا امرؤ القيس، فمن الثاني؟ قال: " يا حسان أعلمه ".

قال: الذي يقول: " من المتقارب "

كأن تشوفه بالضحى ... تشوف أزرق ذي مخلب

إذا سل عنه جلالٌ له ... يقال سليبٌ ولم يسلب

قال لبيد: وهذا له أيضاً.

فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لو أدركته لنفعته ".

ثم قال: " معه لواء الشعراء يوم القيامة حتى يتدهدى بهم في النار ".

فقال لبيد: ليت هذه المقالة قيلت لي، وأني أدهدى في النار، ثم أسلم بعد، فحسن إسلامه.

قال أبو سليمان الخطابي في حديث عمر، أنه ذكر امرأ القيس، فقال: خسف لهم عين الشعر، وافتقر عن معانٍ عورٍ أصح بصراً.

فسره ابن قتيبة في كتابه، فقال: خسف من الخسيف، وهو البئر يحفر في حجارة،

<<  <  ج: ص:  >  >>