للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أأذكر حاجتي أم قد كفاني ... حياؤك إن شيمتك الحياء

إذا أثنى عليك المرء يوماً ... كفاه من تعرضه الثناء

ثم قال: يا حسين هذا مخلوق يكتفي بالثناء عليه دون مسألته فكيف بالخالق عز وجل؟.

قال أبو عاصم: اشترى أخ لشعبة من طعام السلطان، فحبس وشركاؤه، فحبس بستة آلاف دينار بحصته، فخرج شعبة إلى المهدي ليكلمه فيه، فلما دخل عليه قال له: يا أمير المؤمنين أنشدني قتادة لأمية بن أبي الصلت بقوله لعبد الله بن جدعان:

أأذكر حاجتي أم قد كفاني ... حياؤك إن شيمتك الحياء

كريمٌ لا يعطله صباحٌ ... عن الخلق الكريم ولا مساء

فأرضك أرض مكرمةٍ بنتها ... بنو تيمٍ وأنت لها سماء

إذا أثنى عليك المرء يوماً ... كفاه من تعرضه الثناء

فقال: لا يا أبا سطام لا تذكرها قد عرفناها وقضيناها لك.

ادفعوا إليه أخاه، لا تلزموه شيئاً.

ومن شعر أمية بن أبي الصلت: " من الكامل "

لا ينكتون الأرض عند سؤالهم ... لتطلب العلات بالعيدان

بل يسفرون وجوههم فترى لها ... عند السؤال كأحسن الألوان

وإذا المقل أقام وسط رحالهم ... ردوه رب صواهل وقيان

وإذا دعوتهم لكل مهمةٍ ... سدوا شعاع الشمس بالفرسان

ومن شعره: " من الطويل "

عطاؤك زينٌ لامرئٍ إن حبوته ... بخيرٍ وما كل العطاء يزين

وليس بشينٍ لامرئٍ بذل وجهه ... إليك كما بعض السؤال يشين

قال سعيد بن المسيب: قدمت الفارعة أخت أمية بن أبي الصلت على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعد فتح مكة، وكانت ذات عقلٍ ولبٍ وجمال، وكان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بها معجباً، فقال لها رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذات يوم: " يا فارعة هل تحفظين من شعر أخيك شيئاً؟ "، فقالت: نعم، وأعجب منه ما قد رأيت قالت: كان أخي في سفر، فلما انصرف بدأ بي، فدخل علي، فرقد على السرير وأنا أحلق أديماً في يدي إذ أقبل طائران أبيضان أو كالطيرين أبيضين، فوقع على الكوة أحدهما،

<<  <  ج: ص:  >  >>