وعن أنس قال: لما كان صبيحة اليوم الذي احتلمت فيه أخبرت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فقال: " لا تدخل على النساء إلا بإذن ".
قال: فما أتى علي يوم كان أشد علي منه.
وعن ثابت البناني قال: دخلت على أنس بن مالك، فقلت: رأت عيناك رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ أظنه قال: نعم، قال: فقبلتهما.
قال: فمشت رجلاك في حوائج رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قال: نعم.
قال: فقبلتهما ثم قلت: فصببت الماء بيديك؟ قال: نعم.
فقبلتهما.
ثم قال أنس لي: يا ثابت، صببت الماء بيدي على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لوضوئه، فقال لي:" يا غلام أسبغ الوضوء يزد في عمرك، وأفش السلام تكثر حسناتك، وأكثر من قراءة القرآن تجيء يوم القيامة معي كهاتين ".
وقال بأصبعيه هكذا، وأرانا أبو الحسن محمد بن سنان السبابة والوسطى.
وعن ثابت عن أنس قال: دخل علينا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال عندنا، فعرق، فجاءت أمي بقارورة فجعلت تسلب العرق فيها فاستيقظ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بها فقال:" يا أم سليم ما هذا الذي تصنعين؟ " قالت: هذا عرقك نجعله في طيبنا، وهو من أطيب الطيب من ريح رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال ثابت: قال أنس بن مالك: ما شممت عنبراً قط، ولا مسكاً أطيب ولا مسست شيئاً قط ديباجاً، ولا خزاً ولا حريراً ألين مساً من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قال ثابت: فقلت يا أبا حمزة ألست كأنك تنظر إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكأنك تسمع إلى نغمته؟ قال: بلى والله إني لأرجو أن ألقاه يوم القيامة فأقول: يا رسول الله خويدمك، قال: خدمته عشر سنين بالمدينة وأنا غلام، ليس كل امرئ كما يشتهي صاحبي أن يكون.
ما قال لي فيها أفٍّ، وما قال لي لما فعلت هذا؟ أو ألا فعلت هذا.
وعن جميلة مولاة أنس قالت: كان ثابت إذا جاء إلى أنس قال: يا جميلة ناوليني طيباً أمس به يدي فإن ابن