وعن ثابت قال: كنت مع أنس فجاء قهرمانه، فقال: يا أبا حمزة عطشت أرضنا، قال: فقام أنس فتوضأ وخرج إلى البرية، فصلى ركعتين ثم دعا، فرأيت السحاب يلتئم، قال: ثم مطرت حتى ملأت كل شيء، فلما سكن المطر بعث أنس بعض أهله فقال: انظر أين بلغت السماء فنظر فلم تعد أرضه إلا يسيراً.
حدث من صحب أنس بن مالك: فلما أحرم فلم أقدر أكلمه حتى حل، من شدة إتقانه على إحرامه.
وقال الجريري: أحرم أنس بن مالك من ذات عرق قال: فما سمعناه متكلماً إلا بذكر الله عز وجل حتى أحل.
قال: فقال لي: يا بن أخي هكذا الإحرام.
قال صالح بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف: دخل علينا أنس بن مالك يوم الجمعة والإمام يخطب، ونحن في بعض أبيات أزواج النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نتحدث، فقال: مه، فلما أقيمت الصلاة قال: إني أخاف أن أكون قد أبطلت جمعتي بقولي لكم مه.
كان أبو غالب يقول: لم أر أحداً كان أضنّ بكلامه من أنس بن مالك.
قال محمد بن سيرين: كان أنس بن مالك قليل الحديث عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فكان إذا حدث، أو قلما يحدث إلا قال حين يفرغ: أو كما قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وعن حميد عن أنس بن مالك يحدث بحديث عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال رجل: أنت سمعته من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فغضب غضباً شديداً وقال: والله ما كل ما نحدثكم سمعناه من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولكن كان يحدث بعضنا بعضاً ولا نتهم بعضنا.