خر عليه جراد من ذهب، فجعل أيوب يخبئ في ثوبه، فناداه ربه عز وجل:" يا أيوب ألم أكن أغنيتك عما ترى؟ " قال: بلى يا رب، ولكن لا غناء بي عن بركتك.
وفي حديث آخر بمعناه، قال: يا رب من يشبع من رحمتك أو من فضلك؟ وعن ابن عباس قال: سألت نبي الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن قوله: " ووهبنا له أهله ومثلهم معهم " قال: " يا بن عباس رد الله امرأته إليه، وزاد في شبابها حتى ولدت له ستة وعشرون ذكراً، وأهبط الله إليه ملكاً، فقال: يا أيوب إن الله يقرئك السلام بصبرك على البلاء، فاخرج إلى أندرك، فبعث الله سحابة حمراء فهبطت عليه بجراد الذهب، والملك قائم معه، فكانت الجرادة تذهب فيتبعها حتى يردها في أندره، قال الملك: يا أيوب أما تشبع من الداخل حتى تتبع الخارج؟ فقال: إن هذه بركة من بركات ربي وليس أشبع منها ".
وروي عن ابن عباس: أن أيوب عاش بعد ذلك سبعين سنة بأرض الروم على دين الحنيفية وعلى ذلك مات، وتغيروا بعد ذلك وغيروا دين إبراهيم كما غيره من كان قبلهم.
حدث وهب بن منبه أن ابن عباس طاف بالبيت حين أصبح سبوعاً، وأنا وطاوس معه وعكرمة مولاه، وكان قد رق بصره فكان يتوكأ على العصا، فلما فرغ من طوافه انصرف إلى الحطيم فصلى ركعتين ثم نهض فنهضنا معه فدفع عصاه إلى عكرمة مولاه، وتوكأ علي وعلى طاوس، ثم انطلق بنا إلى غربي الكعبة بين باب بني سهم وباب بني جمح فوقعنا على قوم بلغ ابن عباس أنهم يخوضون في حديث القدر وغيره مما يختلف الناس فيه، فلما وقف عليهم سلم عليهم، أجابوه ورحبوا وأوسعوا له، فكره أن يجلس إليهم ثم قال: يا معشر المتكلمين فيما لا يعنيهم ولا يرد عليهم، ألم تعلموا أن لله عباداً قد أسكتتهم خشيته من غير عيٍّ ولا بكم