لكل جواد عثرة، ولكل شجاع سهوة ولكل صارم نبوة، ولكل حليم زلة، ولكل مذنب توبة قال: لا نقيلك عثرتك، ولا تقبل توبتك، ولا يغفر ذنبك.
قال: أصغني سمعك.
قال: قد أصغيتك سمعي.
وأقبلت عليك وأنا ممضٍ فيك أمري.
قال: أصلح الله الأمير، أنت منهج السالكين، غليظ على الكافرين، رؤوف بالمؤمنين، تام السلاح، كامل الحلم، راسخ العلم، فكن كما قال الأخطل.
قال: وما قال؟ قال: قال: " من البسيط "
شمس العداوة حتى يستقاد لهم ... وأعظم الناس أحلاماً إذا قدروا
قال: ليس هذا حين المزاح، اليوم أروي من دمك السلاح.
قال له: قد قال الله عز وجل: " والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين " قال: فأطرق طويلاً ثم قال له: أخبرني بأصدق بيت قاله الشاعر فأنشأ يقول: " من الطويل "
وما حملت من ناقةٍ فوق رحلها ... أبر وأوفى ذمةً من محمد
ولا فقد الماضون مثل محمد ... ولا مثله حتى القيامة يفقد
قال: صدقت.
فرجا أيوب أن يكون له عنده فرج.
قال: أخبرني بأشكل بيت قاله الشاعر فأنشأ يقول:
حبذا رجعها يديها إليها ... في يدي درعها تحل الإزارا
ثم قال: أخبرني بأسير بيت قاله الشاعر.
قال:
ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلاً ... ويأتيك بالأخبار من لم تزود