وقال أيضاً فيهم: " من الكامل "
لو كنت حراً يا بن قين مجاشعٍ ... شيعت ضيفك فرسخين وميلا
وبنو مجاشع تنكر أن يكون الحتات أجاره، ويقولون: إنما كان الزبير قصد النعر بن الزمام المجاشعي، فلم يصادفه.
ثم قتل من ليلته.
وكان الحتات ممن هرب من عليٍّ عليه السلام؛ وهو القائل: " من المتقارب "
لعمر أبيك فلا تجزعي ... لقد ذهب الخير إلا قليلا
وقد فتن الناس في دينهم ... وخلى ابن عفان شرٌ طويلا
وكان الحتات عم الفرزدق، وفد على معاوية والأحنث بن قيس وجارية بن قدامة السعدي، ففضلهما على الحتات في الجائزة، ولم يعلم بذلك الحتات؛ فلما خرجوا علم به فرجع إليه وقال: فضلت علي محرقاً ومخذلاً؟! يعني بالمحرق لأنه حرق دار الإمارة، والأحنف خذل عن عائشة والزبير - فقال معاوية: إنما اشتريت منهما دينهما ووكلتك إلى دينك ورأيك في عثمان بن عفان - وكان عثمانياً - فقال: وأنا فاشتر مني ديني؛ فألحقه بهما.
فخرج الحتات، فمات في الطريق، فبعث معاوية فأخذ المال.
فوفد الفرزدق على معاوية فقال من أبيات: " من الطويل "
أبوك وعمي يا معاوي أورثا ... تراثاً فأولى بالتراث أقاربه
فما بال ميراث الحتات أخذته ... وميراث صخرٍ جامدٌ لك ذائبه
فلو كان هذا الأمر في جاهليةٍ ... عرفت من المولى القليل حلائبه
ولو كان هذا الأمر في عز ملككم ... لأديته أو غص بالماء شاربه
فرد عليه معاوية ميراث الحتات.
قال: فأنشد هذه الأبيات بعض خلفاء بني أمية